الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق ترتبط بعدة عوامل، ومن بينها نقص بعض الفيتامينات والمعادن، لكن هل يوجد فيتامين نقصه يسبب الخوف؟
تشير الأبحاث إلى وجود علاقة وثيقة بين نقص بعض العناصر الغذائية والتغيرات المزاجية. في هذا المقال، سنستعرض الفيتامينات التي قد يسبب نقصها الاكتئاب أو الخوف، وهل هناك فيتامينات تساعد على تهدئة الأعصاب؟ وهل يوجد فيتامين نقصه يسبب الخوف؟ أو ماهو الفيتامين الذي نقصه يسبب الخوف؟
علاقة نقص الفيتامينات والحالة النفسية
يؤثر نقص المغذيات والفيتامينات والمعادن في الصحة العقلية بطرق مختلفة، واهتمت العديد من الدراسات الحديثة بمحاولة إثبات العلاقة بينهم، وقد توصلوا إلى أن نقص الفيتامينات والمعادن يسبب الآتي:
- خلل في مستقبلات بعض النواقل العصبية وبالتالي اضطراب المزاج.
- ضعف القدرات الإدراكية والذاكرة والقدرة على التركيز.
- تهيج الأعصاب بسبب التعب وانخفاض الطاقة.
- تأثر الهرمونات ومن ثم زيادة التوتر والقلق.
- اضطرابات النوم بسبب خلل الهرمونات.
نقص الفيتامينات يرتبط بتهيج الأعصاب لذا يبحث الأشخاص عن هل يوجد فيتامين نقصه يسبب الخوف والقلق أو الوسواس القهري؟
أم أن نقص الفيتامينات مرتبط بعدم التركيز واضطرابات المزاج فقط؟ سنجيب عن هذا في السطور التالية.
الفيتامينات التي يسبب نقصها الاكتئاب
الاكتئاب حالة معقدة، تؤثر العديد من العوامل البيئية والبيولوجية فيها، واتضح بشدة أن نقص المغذيات له دور كبير في التأثير على صحة الدماغ والحالة النفسية.
لذا نجد أن هناك أكثر من فيتامين نقصه يسبب الاكتئاب أو فيتامين نقصه يسبب الخوف، مثل:
- فيتامين د.
- فيتامين ب12.
- فيتامين E.
بجانب الفيتامينات التي يسبب نقصها الاكتئاب هناك معادن أيضًا تؤثر في الحالة النفسية، منها:
- المغنيسيوم.
- الزنك.
- الحديد.
هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق؟
فيتامين د من أهم الفيتامينات في الجسم؛ فهو يحافظ على صحة العظام وقوتها ويعزز جهاز المناعة ويشارك في العديد من العمليات الحيوية، لكنه أيضًا ضروري لصحة الدماغ والتوازن الذهني.
أشارت العديد من الدراسات الإحصائية إلى أن هناك علاقة بين فيتامين د والحالة النفسية؛ إذ وُجد أن معظم المصابين بالاكتئاب يعانون من نقص فيتامين د؛ لذا يصفه البعض بكونه فيتامين نقصه يسبب الخوف.
توجد مستقبلات لفيتامين د في الدماغ تجعله يشارك في تنظيم وضبط آلية عمل الناقلات العصبية المرتبطة بالسيروتونين (هرمون السعادة).
في بعض الأحيان يرتبط انخفاض مستويات فيتامين د في الجسم بزيادة أعراض الاكتئاب والتوتر والقلق؛ وعند تشخيص حالات الاكتئاب يطلب بعض الاخصائيين إجراء فحص فيتامين د لقياس العوامل المسببة للحالة.
ما أعراض نقص فيتامين د؟
تتشابه أعراض نقص فيتامين د النفسية مع أعراض الاكتئاب وهذا ما يجعله فيتامين نقصه يسبب الخوف والقلق الدائم، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:
- تغيرات في المزاج مصحوبة بمشاعر اليأس والحزن والخوف.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت مفضلة في السابق.
- فقدان أو زيادة الوزن بشكل مفرط.
- زيادة الأفكار الانتحارية.
- مشاكل في النوم.
- القلق والخوف.
- كثرة النسيان.
- فقدان الشهية.
هل نقص فيتامين د يسبب التفكير السلبي؟
نعم؛ الاضطرابات النفسية المرتبطة بنقص فيتامين د تجعل الشخص أكثر عرضة للتفكير السلبي والقلق والحزن الدائم وهذا ما يجعل البعض يصفة فيتامين نقصه يسبب الخوف.
لكن ليس مجرد النقص البسيط يمكن أن يسبب ذلك، بل تحتاج إلى التعرض لنقص فيتامين د لفترة طويلة تجعله يؤثر على مستقبلاته في الدماغ.
ما أهمية فيتامين ب للاكتئاب؟
مجموعة فيتامين ب المركب من أهم الفيتامينات الأساسية لصحة الجهاز العصبي، وأي نقص فيها خصوصًا فيتامين ب12 وحمض الفوليك، قد يسبب أعراضًا تشبه الاكتئاب مثل:
- التعب.
- الإرهاق.
- تقلبات المزاج.
- ضعف التركيز والذاكرة.
يشارك فيتامين ب12 في إنتاج الطبقة الوقائية حول الأعصاب، وأيضًا صحة الناقلات العصبية وتركيبها وطريقة عملها؛ لذا فالنقص فيه قد يسبب اضطرابات أو تدهور الحالة النفسية.
يعد حمض الفوليك (فيتامين ب9) ضروريًا لتنظيم مستويات الهوموسيستين الذي يؤثر بشكل مباشر في دعم القدرات العقلية وتنظيم المزاج.
هل نقص فيتامين B12 يسبب الوسواس؟
برغم ارتباط نقص فيتامين ب12 بالعديد من الاضطرابات العصبية، لكن لا يوجد دليل واضح أو دراسة موثوقة تثبت أن نقص فيتامين ب 12 يسبب الوسواس القهري (OCD).
توجد دراسة واحدة تشير إلى أن هناك علاقة محتملة بين نقص مستويات بعض الفيتامينات، بما في ذلك فيتامين ب12، وتفاقم أعراض الوسواس القهري.
لكن يجب مراعاة أيضًا أن حالة الوسواس القهري نفسها تتأثر بعوامل مختلفة، وقد يكون نقص فيتامين ب 12 هو أحد هذه العوامل لكنه ليس العامل الرئيسي.
ولا يمكن القول بأنه فيتامين نقصه يسبب الخوف والوسواس القهري.
فيتامين E للأعصاب والحالة النفسية
فيتامين E من أشهر الفيتامينات المضادة للأكسدة، وهو يعمل على حماية الخلايا من التلف خصوصًا خلايا الدماغ؛ ومن ثم يحافظ على صحة الأعصاب والصحة الذهنية.
أثبتت بعض الدراسات أن الحفاظ على المستويات الصحة لفيتامين هـ (فيتامين E) يمكن أن يساعد على تخفيف الاضطرابات المزاجية المرتبطة بأعراض ما قبل الطمث (PMS) وتخفيف التوتر والقلق والاكتئاب في هذه الفترة.
ما العلاقة بين نقص المغنيسيوم والاكتئاب؟
في رحلة البحث عن العلاقة بين الفيتامينات والحالة النفسية، وهل يوجد فيتامين نقصه يسبب الخوف؟ بالتأكيد للمعادن نصيب من هذه العلاقة، وعلى رأسهم المغنيسيوم؛ إذ يشارك في:
- تقليل مستويات الكورتيزول المسؤول عن الإجهاد.
- تنظيم الناقلات العصبية في الدماغ.
- تنظيم النوم وتخفيف الأرق.
- تخفيف التوتر والقلق.
نقص المغنيسيوم يزيد من عرضة الشخص للتوتر والقلق وسرعة التهيج وأيضًا الدخول في حالات الاكتئاب، لكن ما زالت هناك حاجة للمزيد من الدراسات لإثبات العلاقة بينهم.
علاقة نقص الزنك والاكتئاب
الزنك من المعادن الضرورية لدعم جهاز المناعة، لكن توجد علاقة أيضًا بين الزنك والحالة النفسية، وتشير بعض الدراسات إلى أنه:
- يرتبط انخفاض مستويات الزنك بالقلق والاكتئاب.
- يساعد الزنك على تحسين حالات الاكتئاب بجانب العلاجات النفسية.
هل نقص الحديد يسبب الاكتئاب؟
يساهم الحديد في كيفية إنتاج جسمك للعديد من الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورابينفرين، وهذه الناقلات جميعها ضرورية لصحة الدماغ والصحة العقلية والنفسية.
لذا تشير الدراسات إلى وجود علاقة قوية بين الحفاظ على مستويات الحديد والوقاية من الاكتئاب.
أشارت إحدى الدراسات أن معظم الذين يعانون من الأنيميا خصوصًا الخبيثة يتعرضون إلى نوبات من الاكتئاب وتقلبات المزاج والاضطرابات النفسية، لكن نحتاج إلى دراسات أكبر لإثبات العلاقة.
ختامًا، العلاقة بين نقص الفيتامينات والحالة النفسية أصبحت واضحة بشكل كبير، ونقص بعض العناصر بشكل خاص مثل فيتامين د وب والمغنيسيوم يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق.
برغم أنه لا يوجد فيتامين نقصه يسبب الخوف بعينه لكن نقص بعض العناصر الغذائية يسبب اضطرابات تزيد من الشعور بالخوف والتوتر.
ومع ذلك، يجب التأكيد على أن نقص الفيتامينات ليس السبب الوحيد للاضطرابات النفسية، وأن العلاج الشامل الذي يجمع بين التغذية السليمة والعلاج النفسي والدوائي هو الأفضل لمن يعانون من هذه المشكلات.